السبت، 17 سبتمبر 2011

قلوب ........ و أقدار ( قصة قصيرة )


قد نعجب لما تفعله لنا أقدارنا
و لكن العجب حقًا هو ما تفعله بنا قلوبنا
فها هي نهله الفتاة الرقيقة الحالمة المحبة، تصغي لقلبها و تخشي قدرها
فلنقترب منها لنري ما فعله بها قلبها و ما خبأه لها قدرها
***********
لا حرام عليك اوعي تعمل كده......لأ ... لأ""
رددتها نهله بصرخة و هي تقوم مفزوعة من نومها علي كابوس مزعج عجزت عن التخلص منه في منامها أو حتى في صحوها
فاليوم هو موعد انتهاء المهلة التي حددها لها ذلك الشرير شديد الثراء و المدلل لحد الفساد "سعد" لكي تفكر فيما طلبه منها و تجيبه أما بالرفض أو القبول
أفاقت نهلة من نومها و حثها رعبها من ذلك الكابوس علي البكاء الشديد و هي تسترجع الأحداث التي جرت لها خلال الـ48 ساعة الماضية..
و أخذت تتذكر حديث سعد لها بمكتبها بالجامعة بعد أن دخل عليها دون استئذان قائلا
"ازيك يا نونه"
فرمقته بنظرة كره و احتقار لدخوله هكذا و لم تجبه
فاستطرد قائلا: "خبر مفاجأة, أنا قررت أتجوزك، طالما أنت مش عايزانا نكون أصحاب خلاص نمشيها جواز, حددي ميعاد مع أونكل عشان أجيلكم البيت"
نهله منفعله: "أنت زودتها أوي، أنا اسمي الدكتورة نهله، أنا هنا المعيدة و أنت حتة طالب و فاشل كمان، اللي قدك اتخرجوا من 5 سنين
و للمرة المليون بقولك أنا مابطقش أسمع صوتك ، و مابستحملش أشوف وشك، يا أخي احترم المكان اللي أنت فيه بدل ما أعملك فضيحة دلوقت
سعد: "طب بس... بس... ، حلمك عليا شوية، مش تسمعي باقي كلامي الأول قبل ما تخدك الجلالة أوي كده, و نشوف مين هايعمل فضيحة للتاني"
نهله: "تقصد إيه ، أنا ماعنديش حاجه أخاف منها
سعد: "ولا حتى حبيب القلب أبو العيال ( قالها و هو يخفض صوته و يضحك ضحكه خبيثة)
نهله و قد بدا عليها الارتباك الشديد: "أنت .... بتخرف بتقول إيه؟"
سعد: "يا نونه أنا مابخرفش و عارف كويس إللي بقوله و بالعربي باقصد الدكتور أحمد، مشرف
الماجستير بتاعك"
"نيجي بقي لعرفت إزاي و جبت الكلام ده منين، عشان تعرفي بس إنك غالية عندي هاقولك
سعوده لما لقاكي مطنشاه و مدياه الوش الجبس قلت أفتش وراك، أدور علي أي غلطه و ألففك حوالين نفسك بيها"
ب100جنيه بس أخدهم فراش هنا علي طول نفذ أوامري"
دخل مكتبك و فتشه و جابلي منه شوية ورق و معاهم جوابات إنما إيه تقطع القلب
بس تصدقي ضحكتني أوي، في حد لسه بالعبط ده واحدة عندها 25 سنه و لسه بتكتب جوابات لحبيبها و عليها اسمه و تشيلها في درج المكتب
يا سلاااام ده إيه الرومانسيه الأفلاطونيه دي، طب إحنا ملناش نصيب منها شويه ولاّ إيه
ولاّ أقولك، خليلي أنا حب الكبار بلاش حب الصغيرين" ده ثم رمقها بنظره كثيرا ما تكرهها
فصاحت نهله بانفعال:" أنت قليل الأدب، أخرج بره المكتب دلوقت بدل ما أناديلك الحرس"
سعد: "هاخرج... هاخرج يا نونه بس قبل ما أخرج عايز اقولك حاجه...
أنت هاتوافقي هاتوافقي ... و إلاّ بقي..."
نهله مقاطعه: "أنا ما بتهددش، أنت ما تقدرش تييجي جنبي"
سعد: "و مين قال أن أنا هاجي جنبك، أنت اللي هاتيجيلي و هاتيجي بمزاجك و بفرح و كوشه و معازيم كمان عارفه ليه,
عشان خاطر حبيب القلب، مش هاقولك هاقتله و شغل الأفلام القديمة ده، الموت هايريحه و بعد كام شهر هاتنسيه، ساعتها هاستفاد أنا إيه بقي ؟
لكن هاموّت حد من ولاده، و جواب صغير يعرفه أنك كنت السبب في موته، و شوفي بقي ساعتها إللي إنت بتتمنيه ده هايكرهك أد إيه"
و هاتفضلي متعذبه بكرهه ليكِ و بشكله قدامك و هو بيموت بالبطيء من حزنه علي واحد من ولاده إللي مالوش غيرهم بعد موت مراته
نهله: "مش مصدقاك، مش هاتقدر تعمل كده، الدنيا مش سايبة"
"عندك حق، الدنيا فعلاً مش سايبة، بس كمان العربيات مابترحمش و الناس بتسوق بجنون، مين عارف يمكن واحد سكران يخبط طفل بريئ و هو خارج من المدرسة و هايعترف علي نفسه كمان و كل الحكايه كام ألف بس ولاّ حمام سباحه النادي
، كل شويه نسمع عن طفل غرق جواه و من غير سبب تصدقي دا الحوادث ممكن تبقي كتير أوي
، و برضه هاتبقي الدنيا مش سايبة
دي حادثه بتحصل كل يوم لأي حد
مش كده برضه, حبيبتي خليكي فاكره ان بفلوسي ممكن أعمل أي حاجة"
و عشان أكون فير معاكي هاديكي مهله يومين تفكري و تردي عليا"
يا تلبسي فستان أبيض و بمزاجك يا تلبسي اسود علي روح المرحوم الصغير"
هاجيلك هنا بعد يومين، ممممممممم نقول الساعة 4 بعد العصر كويس ؟"
عشان تكون الكليه هادية شوية سلام يا حبي
ثم خرج و تركها و هي لا تكاد تصدق أسوأ ما سمعته أذناها طوال عمرها
و لم تمضي بعد ذلك إلا بضع دقائق حتى أفاقها من أفكارها صوت طرق باب المكتب الذي كان مفتوحاً و يقف أمامه أحب شخص في العالم إلي قلبها "أحمد"
فدخل و توجه إلي كرسي علي رأس مكتبها و معه بعض الأوراق
و تبدلت ، بمجرد رؤيته ، أفكارها "يا الله .... بتستأذن قبل ما تدخل يا احمد، لو تعرف أد إيه بحبك، كنت عرفت أنك ملكت قلبي من غير ما تستأذن مش مكتبي!!
عملت فيا ايه ، ليه مش شايفه غيرك
ليه مفيش عندي معني تاني لكلمه راجل غير حروف اسمك يا أحمد
معقول أكون أنا السبب في أي لحظة حزن ليك
معقول أتسبب في أذي حد من ولادك اللي روحك فيهم
مش ممكن .... مستحيل
أعمل إيه و أقول لمين ؟
و لا هاقدر أقولك و لا حتي هاقدر أبلغ الشرطه
أقولهم إيه واحد بيهددني أتجوزه يا إما يقتل ابن إللي بحبه
مين هايصدقني ...... مين ؟
و كان دكتور أحمد طوال تلك الفترة يحدد لها بعض النقاط التي تتطلب إيضاح أكثر في الرسالة
و عندما انهي كلامه ترك الأوراق و قال لنهله
"ها يا نهله أظن أنا كده وضحتلك إيه المطلوب
تقدري تخلصيه إمتي عشان نحدد ميعاد المناقشة"
فلم ترد عليه نهله الغارقة في أفكارها
فقال مره أخري : "نهله أنت سمعاني
مالك شكلك مش عاجبني"
نهله : "أسفه يا دكتور أنا مع حضرتك بس حاسه إني تعبانة شوية"
أحمد : "حاسه بإيه .... تحبي أجيبلك دكتور"
نهله : "لأ مافيش داعي دا شوية إرهاق بس
بعد إذن حضرتك نأجل الكلام النهاردة"
احمد : "خلاص خليها بكره"
نهله : "لأ معلش أنا هاخد يومين أجازه عشان أرتاح فيهم"
احمد : "ماشي يا دكتورة، المهم بعدهم تركزي في شغل الرسالة لو خلصت شغلك أنا مروّح أوصل معايا"
نهله : "شكراً يا دكتور مش عايزة أتعب حضرتك"
أحمد : "قومي اسمعي الكلام ما تبقيش عندية"
و أوصلها للبيت و لم تر الشارع من وقتها

***********
و ها قد مر اليومان سريعا و هي لم تقرر بعد بما تجيبه
نفضت نهله عن رأسها تلك الأفكار و نهضت من فراشها و ذهبت لتتوضأ و تصلي ركعتين لله ليفرج كربها الشديد
أنهت صلاتها و دعائها لله و همت بالتقاط المصحف لتقرأ بعض الآيات فما زال الوقت مبكراً علي ذلك الميعاد الشؤم
و قبل أن تبدأ القراءة جاءها اتصال من أحمد و قد اعتاد محادثتها علي الهاتف لمناقشه أمور دراستها
أحمد : "صباح الخير يا نهله، يا رب تكوني النهاردة أحسن"
نهله: " الحمد لله بخير يا دكتور"
أحمد : "طيب إيه رأيك لو تقابليني في النادي أنا و الولاد نكمل شغل و بالمرة تغيري جو"
نهله : "بس أنا عندي معاد مهم في الكلية الساعة4 "
أحمد : "الساعه لسه 10 الصبح يعني بدري أوي علي معادك" و الولاد عندهم تدريب سباحه من 12 لـ.. "3
لما نخلص أوصلك للكلية عشان معادك"
فكرت نهله فوجدتها فرصه لتكون معه و لآخر مره و هي ملك له وحده
نهله : "خلاص يا دكتور أقابل حضرتك هناك إن شاء الله"
تزينت نهله و لبست أجمل ثيابها لمقابلة أحمد و أبناؤه في معادهما و كان له 3 أبناء
مريم و رامي و محمد
خرجت و وصلت في الميعاد و وجدته ينتظرها عند بوابه النادي
قابلها و سلم عليها و توجهوا جميعا لحمام السباحة بالنادي
ذهب رامي و مريم للتدريب و بقي محمد الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره بعد بصحبه والده علي إحدي الطاولات القريبة من حمام السباحة و بالطبع جلست نهله إلي جواره
أطال أحمد النظر لنهله دون كلام مما أربكها ثم قال:
"مش هاتحكيلي مالك؟ يهمني أني أطمن عليك قبل ما نبدأ في الرسالة
ولاّ أنت معتبراني الدكتور بتاعك بس مش زي أخوكي الكبي"ر
نهله بخجل : "معزه حضرتك كبيرة عندي جداً، بس حقيقي مافيش حاجة مضيقاني، زي ما قلت لحضرتك دا مجرد إرهاق"
أحمد : "ما اتعودتش عليك بتكدبي يا نهله"
و قبل ما ترد نهله وجدوا صيحات شديده تأتي من حمام السباحه
و بعضهم يقول أن هناك طفل كاد أن يغرق
فصرخت نهله بشده : رامي ... مريم و توجت راكضه الي الماء
و لحق بها أحمد مسرعا
فوجدوهم بخير و وجدوا الطفل الذي تعرض للغرق أيضا بخير
فلم تتمالك نفسها عند رؤيتهم و انفجرت ببكاء شديد لتذكرها تهديد سعد
فربت احمد علي يدها و قال لها : "ماتخافيش يا نهله الولاد بخير"
لو كانت مامتهم معانا ماكنتش هتخاف عليهم أكتر من كده"
و بعد دقائق من الصمت قال لها : "تقبلي تبقي ام تانيه ليهم يا نهله"
نزل علي سمعها هذا السؤال بمثابة الصاعقة
فلم تدري ما عليها فعله أتستمر في البكاء أم تسمح لسعادتها المحبوسة بداخلها أن تخرج ليراها حبيبها"
و لم يكن منها إلا أن ردت بدون تفكير : "آسفه يا دكتور مش هاقدر"
و اختفت من أمامه راكضه إلي بوابه النادي في بكاء شديد
و عندها فقط قررت نهله أنّ عليها الموافقة علي طلب سعد
فداءا بنفسها لأبناء حبيبها
مشت في الطرقات هائمة لا تدري كم مر عليها من وقت إلي أن وجدت الساعة تقترب من الثالثة و النصف
فتثاقلت عليها الخطوات كأنها تساق إلي الموت
وصلت للجامعة و توجهت لمكتبها و لم تمضي سوي دقائق محدودة حتي دخل عليها أبغض المخلوقات لها علي وجه الأرض
سعد : "نونه وحشتيني، فكرت ولاّ لسه"
نهله : "فكرت، بس إيه اللي يضمن لي اإنك ماتضرش إحمد إو ولاده لو وافقت"
سعد : "و أنا هاستفاد إيه من ضررهم بعد جوازنا ، ولا حاجه"
نهله : "حتي لو عرفت إني لسه بحبه و مش هاحب حد غيره و إني متجوزاك بس عشان تهديدك ليا"
سعد : "أنا ما يهمنيش تحبي مين ولا حتي يهمني أنك تحبيني"
اللي يهمني إنك تكوني بتاعتي، ملكي أنا و بس عشان ماتعودتش اني أعوز حاجه و حد يقولي لأ"
نهله : "أنا موافقه بس بعد مناقشه الرسالة"
سعد : "كنت واثق إن تهديدك بحبيب القلب هايجيب نتيجة"
و هم بمسك يدها
فوجد يد تمنعه و تبعده عنها فإذا به الدكتور أحمد
و من ورائه اثنين من العساكر و ضابط شرطة
توجه الضابط لسعد و قبض عليه قائلاً : "انت مقبوض عليك بتهمه تهديد أنثي و تهديد بالقتل و كل كلامك متسجل بأذن من النيابة و خرج به هو العسكر من المكتب"
لم يكن تعجب سعد مما حدث اكبر من تعجب نهله التي تفاجأت بما حدث و سعدت به لدرجه كادت أن تفقدها وعيها
فاسندها أحمد مسرعًا و قال لها مبتسما
"تقبلي تتجوزيني يا نهله ولاّ لسه برضه مش هاتقدري"
نهله : "أنا مش فاهمه حاجه، إزاي كل ده حصل ؟"
احمد : لما كان سعد عندك من يومين كنت أنا خارج من مكتب د.أمجد و شوفته دخل مكتبك من غير استئذان مع إن الباب كان مقفول
خفت عليك عشان أنا عارف إن الولد ده مش كويس و لما قربت من المكتب سمعت كل كلامكم و طبعا بلغت الشرطة بكل حاجة
و علي أد ما كان نفسي أدخل و أرمي الكلب ده بره, علي أد ما فرحت بالحقيقة اللي عرفتها و بحبك اللي كنت بتمناه لكن شايفه كتير أوي عليا فكنت كاتمه جوه قلبي"
نهله :" بتقول إيه، كتير عليك" !!
أحمد : "واحده صغيرة و جميلة و مؤدبة و بنت ناس محترمة إيه اللي يخليها تتجوز واحد أكبر منها ب12 سنه و أرمل و عنده 3 عيال
كنت رافض إني أصدق أو أوهم نفسي بحبك"
نهله :" أحمد ..... أحمد ....أحمد"و أخذت نهله تردد اسمه الذي طالما حرمت أن تنطقه مجردًا من الألقاب أمامه أو أمام أي مخلوق غيره معلنه أنه لا حرمان لما تريده بعد الآن

********
و ها قد رأينا ما تفعله بنا قلوبنا و ما تخبأه لنا أقدارنا
فلتكن ثقتنا بأقدارنا أكبر من ثقتنا بقلوبنا لأنها إرادة الله لنا و هو وحده العالم بما فيه خيرنا

أرض الكرامة (قصة قصيرة )


بدأ صباح يوم جديد نهض محمد من فراشه و كانت زوجته نبيله لا تزال نائمه ، خرج محمد الي المطبخ و اعد لنفسه فنجان من القهوة ثم عاد لزوجته ليوقظها
محمد: نبيله .... بلبله ... صباح الخير يا حبيبتي ، اصحي بقي بلاش كسل
نبيله بكسل: صباح النور يا محمد ، هي الساعه كام دلوقت
محمد: الساعه 7 يلا قومي بقي
نبيله: طيب .... ثواني و هاقوم احضرلك الفطار
محمد: لأ فطار ايه ، انا هافطر معاكي لما نرجع من المركز
فاتبهت نبيله و بدا عليها الحزن و قالت: محمد انا مش عايزه اروح انا تعبت بجد ، علشان خاطري ....
فوضع محمد يده علي فمها حتي لا تكمل كلامها ثم احتضنها بحنان قائلا: يا حبيبتي انتي اخدتي كورس العلاج زي ما الدكتور قال بالضبط و النهارده ميعاد العمليه ، لازم نتفاءل خير عشان ربنا يكرمنا
فبكت نبيله و قالت: انا بقالي 11 سنه مستنيه ، و خمس عمليات اطفال انابيب ، و مفيش فايده ، الاسهل انك تتجوز غيري
محمد بنفاذ صبر: نبيله... مش هانفتح الموضوع ده تاني ، قولتلك اكتر من مره انا عايز ولادي منك انتي وبس مش من غيرك ثم تنهد قائلا: خلاص ، اوعدك المره دي هاتكون أخر مره و لو مانجحتش مش هانكررها تاني ، و انا كفايه عليا وجودك معايا ..... حبيبتي و مراتي و اختي و بنتي و كل اللي ليا ، ربنا يخليكي ليا يا رب ثم مسح بيده دموعها و قال: يلا بقي عشان نروح في ميعادنا

******
وصل الزوجان الي مركز اطفال الانابيب الكائن بأحد مباني ميدان التحرير و تم تجهيز نبيله للعمليه
خرج الدكتور بعد حوالي نصف ساعه من غرفة العمليات و قال لمحمد: اطمن يا استاذ محمد انا متفاءل المره دي البويضات حجمها مناسب جدا و عددها 6 يعني فرصه الحمل اكبر من الخمس مرات السابقه عموما زي ما انت عارف المدام هاترتاح لمده ساعه و تقدروا تروحوا بعدها
محمد: متشكرين اوي يا دكتور ، ربنا يطمنك
و دخل محمد ليطمئن علي نبيله بعد العمليه و كان يؤلمه كثيرا منظرها بعد كل عمليه لما كانت تسببه لها من الام امسك بيدها و مسح برفق علي جبينها و قال: حمدلله علي السلامه يا بلبل ، الدكتور طمني و قال ان المره دي الامل كبير و فرصه الحمل نسبتها عاليه ، يعني شدي حيلك كده و اطمني فأومأت نبيله براسها موافقه علي كلام محمد بدون ان ترد
و بعد مضي الساعه كانت نبيله قد تحسنت غادرا المركز و توجها الي منزلهما

*******
مرت الايام الخمس التاليه لذلك اليوم بخير و جاءهما اتصال من المركز يؤكد ان 4 من الاجنه نجح نموهم و بصوره جيده و اكدوا عليهم بحضور نبيله الي المركز يوم 19 لنقل الاجنه الاربعه

*******
ذهبت نبيله بصحبه محمد الي المركز و تمت عمليه نقل الاجنه بسلام ، علي ان يعودوا مره اخري بعد مرور اسبوعين لاخذ عينه دم و تحليلها لمعرفه اذا كان هناك حمل ام لا

*******
و عادوا بعد ذلك اليوم الي روتينهم اليومي بذهاب محمد الي عمله باكرا كل يوم و عودته في 3 عصرا
و مرور يوم نبيله ما بين القيام بمطالب البيت و بين مشاهده التلفاز
الي ان جاء يوم 25 من يناير
و كعادتها بعد الافطار انهت اعداد طعام الغداء ، ثم ذهبت لمشاهده التليفزيون
و لم تصدق ما راته عيناها علي شاشته
تجمع الاف الاشخاص في ميدان التحرير يطالبون باسقاط النظام و حل مجلسي الشعب و الشوري و بالحريه و العداله الاجتماعيه
نادت محمد (الذي كان في عطله رسميه من العمل) لكي يشاهد معها ما لم يخطر علي بال احد
و كانت تلك عناوين الاخبار في جميع الفضاءيات:
- بدء مظاهرات ومسيرات جماهيرية في مصر معادية للنظام تطالب بالتغيير في ما أطلق عليه “يوم غضب” بمشاركة آلاف الأشخاص
- سقوط أربعة قتلى ، أحدهم من رجال الأمن في مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن

*******
وعاد محمد في اليوم التالي للمظاهرات الي عمله وسط مناقشات حاده من زملائه ما بين مؤيد و معارض لما يحدث داخل ميدان التحرير من مظاهرات
اما نبيله فقد استولت علي كل اهتمامها اخبار الثوره و احوال المتظاهرين ، و تمنت كثيرا لو استطاعت ان تشاركهم فيها
و مضي الحال هكذا الي ان جاء يوم جمعة الغضب و ما حدث فيها من مهازل و تجاوزات و اشتباكات بين عناصر الشرطه و المتظاهرين بجميع المحافظات
و احراق لمراكز الشرطه و مقار الحزب الوطني بعدد من المحافظات
و بدء ظهور الجيش و القوات الخاصه
و سقوط شهداء و جرحي في محافظات اخري
 عندها قررت نبيله الا تكتفي بالفرجه من بعيد و اعلنت لمحمد رغبتها في المشاركه مع المتظاهرين بميدان التحرير
محمد: بتقولي ايه يا نبيله .... انتي اتجننتي ، تروحي ازاي و العمليه و الحمل اللي منتظرينه
انتي مش سمعتي الدكتور بيقول ان المره دي فرصه الحمل كبيره
ردت نبيله صارخه: و فرصه ابني يا محمد في انه يعيش حياه كريمه اد ايه ؟؟؟
فرصته في انه مايبقاش زي اخويا _اللي اخد بكالوريوس علوم قسم Nuclear physics و ملقاش شغل و في الاخر اشتغل سواق علي ميكروباص ..._ اد ايه ؟
فرصته في انه ما يحصلوش اللي حصل لاخوك لما اتقبض عليه في نص الليل عشان بس ربي دقنه و صلي في مسجد متراقب..... اد ايه ؟
فرصته انه مايموتش زي خالتي بالcancer او زي عمتك بالفشل الكلوي اد ايه يا محمد ؟.... اد ايه ؟
اجابها محمد مقتنعا بكل ما قالته: خلاص يا نبيله هانروح ميدان التحرير بس بشرط نرجع وقت النوم عشان ترتاحي
قالت بفرحه: ماشي يا محمد موافقه و ايه رأيك كمان لو ناخد معانا اكل و شرب للي بيباتوا هناك
محمد: فكره حلوه زيك يا بلبل
ان شاء الله ربنا يجازيكي بيها خير
و بدأت مرحله جديده من حياه محمد و نبيله لا مكان فيها للسلبيه او الخوف او التخاذل
استمرت نبيله باعداد و شراء طعام و شراب للمتظاهرين و الخروج مع محمد صباحا و هو متوجه الي عمله
يذهب هو للعمل و تذهب نبيله الي الميدان بالطعام و الشراب و تنتظر خروج محمد من العمل فيضوا يومهم كله بالميدان تضامنا مع المتظاهرين
و في اخر الليل يعودوا الي منزلهم و ذلك كل يوم
الي ان مر الاسبوعان و جاء موعد تحليل الدم
وكان ذلك يوم الاربعاء الثاني من فبراير
اصطحب محمد نبيله الي مركز اطفال الانابيب بالميدان قبل ذهابه الي عمله لاجراء التحليل
و لم يستطع ايا منهما ان يداري خوفه او قلقه من تكرار الفشل كما حدث في المرات السابقه
اخذ الطبيب عينه الدم و اخبرهما ان موعد النتيجه بعد ساعه من الان
خرجا من المركز و طلبت نبيله من محمد ان يحضر هو التحليل بعد خروجه من العمل (حتي لا تتلقي هي صدمه النتيجه) علي ان تنتظره في الميدان كما يفعلا كل يوم
خرج محمد من عمله و وجد صعوبه في المواصلات و استغرق حوالي الساعه ليصل الي ميدان التحرير فوجد حركه غير عاديه اكثر من اي يوم
توجه مباشره الي المركز ليأخذ النتيجه و استلم الظرف مغلق و قبل ان يسال الطبيب عن نتيجه التحليل سمع حديث بعض التواجدين بالمركز عن غرابه ما حدث منذ قليل من اقتحام الجمال و الخيول للميدان و سقوط بعض الشهداء و الجرحي تحت اقدامهم قبل ان يسيطر الجيش علي الوضع
فهرول مسرعا الي داخل الميدان باحثا عن نبيله في مكانهما المعتاد و قلقه عليها يكاد يقتله
وصل اليه و لكنه لم يجد نبيله و وجد اثار دماء كثيره في معظم انحاء الميدان و بعض المصابين
سأل بعض من كانوا يجاورونهم في المكان عن نبيله و يكاد لسانه لا يستطيع النطق بالكلمات
فأجابه بعض المتواجدين ان هناك امراة توفت و جرحي تم نقلهم الي مستشفيات القصر العيني و الهلال و احمد ماهر
جري محمد كمن ذهب عقله الي اول مستشفي و اخد يبحث بين القتلي و الحرجي فلم يجدها بينهم
فذهب الي الاخري فقال له مسؤل الاستعلامات ان المرأه المتوفيه عندهم في ثلاجه المشرحه بانتظار تعرف احد من اهلها عليها و طلب منه الذهاب معه ليراها
مشي محمد بخطوات بطيئه تتسارع دقات قلبه و لا تكاد قدميه ان تحملانه
و اثناء سيره مر علي احدي الغرف فسمع صوت نداء وهين :
محمد ..... محمد.....
فلم يكد محمد ان يصدق اذنيه
يا الهي انه صوت نبيله نعم انه صوتها
فالتفت باتجاه الصوت فوجدها ممده علي احدي السرائر بالحجره
و لم يكد يراها حتي اجهش ببكاء شديد و ضحك في اان واحد و امطرها بوابل من الاحضان و القبلات
و هي تحاول ان تهدأ من روعه و تطمئنه الي انها بخير و ليس بها سوي كدمه بسيطه و تمزق اربطه باحد ذراعيها
ثم سألته عن التحليل و كان قد نسي امره تماما
فاخرجه من جيبه و قال لها: يا نبيله انتي اغلي عندي من اي حاجه في الدنيا ، انا كنت ممكن اموت لو كان جرالك حاجه
نبيله: التحليل طلع سلبي برضه ، مش كده
محمد: لأ يا حبيبتي انا حتي ملحقتش اسأل الدكتور عليه
و عندها مر احد الطباء ليطمئن علي نبيله و يكتب لها علي الخروج
فأعطاه محمد نتيجه التحليل و طلب منه اخبارهما عما به
قرأها الطبيب ثم قال مبتسما: مبروك المدام حامل

لا يستطيع اي قلم ان يصف كيف كانت فرحة محمد و نبيله بعد سماع هذه الجمله التي تطلب سماعها انتظارهما 11 عاما

فليأتي الان ابنهم او ابنتهم فلم يعودا يخشيان عليه من العيش دون كرامه ..... علي ارض الكرامه

هو ........... و هي !!!!!

هو


هو ........و هي !!!!!
هل لاتزالين تحبيني
من فضلك .... الان اجيبيني

هو ........و هي !!!!!
أعتذر لكي ...
أعترف أني جرحتك
فان كان جرحي ما يرضيكي ... فاجرحيني

هو ........و هي !!!!!

قولي أنني خائن...
أني جبان...
أني قابلت حبك بغدري...
قولي ما تشاءين و لكن....
سامحيني

هو ........و هي !!!!!

لم أجد في بعدي عنكي غير النار تكويني

هو ........و هي !!!!!

و لم تستطع من عرفتها أن تنسيني حبك ولا أن تواسيني

هو ........و هي !!!!!

فلتقبلي اعتذاي و لتعودي اليّ يا حب عمري
يا مرساي و فرح ايامي و أغلي سينيني




هي

هو ........و هي !!!!!

اتأتي اليّ الان و ترجو السماح
و كيف لي أن أداوي ما سببته لي من جراح
أعلمت الان انك بغير صدري لن تجد أمنا و لن ترتاح
أتقول لي اجرحيني و لكن سامحيني...!!!
كيف لي أن أفعل...
و قد اعتدت دعائي بسلامتك مع فجر كل صباح

هو ........و هي !!!!!

أهان عليك قلبي الذي اغلقته عليك أن تتركه لتعصف به الرياح

هو ........و هي !!!!!
أتكون أنت من بيدك تحملني و الي النار ترميني
اه .. ويل قلبي لم يعذبني .. و بهواك يعصيني

هو ........و هي !!!!!
أمخطئه أنا ان استمعت له
ليتني ادري ... فقد غلب قلبي عقلي و تملك مني كل امري

هو ........و هي !!!!!

فاعلم انني سامحتك يا سبب فرحي و جرحي من قبل حتي ان تدري

فراشتي ........ العاشقه !!!!




كان ياما كان يا سعد يا اكرام

و لا يحلي الكلام
الا بذكر النبي عليه الصلاة و السلام


فراشتي ........ العاشقه !!!!


في يوم قابلت اجمل فراشه
عليها لون من كل الالوان
بصيت عليها و قلت ليها
ياريتني زيك اطير طليقه
و بدنيتي اعرف اكون سعيده


فراشتي ........ العاشقه !!!!


لاقيتها وقفت ما بين ايديا
نطقت بصوتها قدام عينيا
قاليتلي هاحكي و اسمعي مني
حكايه غاليه كتير عليا
فراشه و بتحكي و تقول كلام !!!
ده شيئ غريب و لا في الاحلام


فراشتي ........ العاشقه !!!!


ردت و قالت : كنت في يوم فتاه صغيرة
قابلت فارس ... قلت هاعيش معاه اميرة
لكن لاقيته مشغول بغيري


فراشتي ........ العاشقه !!!!


و بحبه كنت ليه اسيره
قررت اعيش لعيون حبيبي
و ما دام سعيد هاكون سعيده
بس ازاي هاكون معاه
من غير ما يعرف مني هواه !!


فراشتي ........ العاشقه !!!!


رحت اقابل في الغابه الجنيه
تشوفلي حل بعصاها السحريه
حكيت حكايتي
بكت لحالي و قالت بحنيه
حبيبتي انسي .. و لغيره حبي
باين عليكي عذاب هواه من غير ما تحكي


فراشتي ........ العاشقه !!!!


لو حاسه حالي صعبان عليكي
خليني جانبه و حياه عينيكي


فراشتي ........ العاشقه !!!!


خلاص يا بنتي
بلمسه واحده من دي العصايه


فراشتي ........ العاشقه !!!!


يادوب في ثانيه تصيري فيها اجمل فراشه


فراشتي ........ العاشقه !!!!


تطيري ليه .. و تلفي حواليه
و تبقي دايما قدام عينيه
و هايفضل سحري ملازم ليكي
لحد ما يهجر قلبك هواه


فراشتي ........ العاشقه !!!!


و ادي يا ستي دي حكايتي
فراشه لكن تاعبني قلبي
لسه عايزه تكوني زيي


فراشتي ........ العاشقه !!!!


قلت لأ ...
ماقدرش اعيش و حبيبي قاسي
لحبه فاكره و هو ناسي
طيري يالا و روحي ليه
بس حبك خساره فيه


فراشتي ........ العاشقه !!!!


طارت فراشتي .. و خلصت حكايتي
و عرفت منها ما احب واحد من غير ما اعرف معاه نهايتي

الليلة الأخيرة (قصة قصيرة )



الليلة الأخيرة


الليلة الأخيرة


كانت تلك الليلة الأخيرة التي تقضيها مها مع أحلامها و أمنياتها قبل أن تنتقل الي عالم الواقع الذي طالما هربت منه
جلست مها وحيده في غرفتها تنظر تارة الي فستان زفافها الملقي علي السرير أمامها و تارة أخري الي هاتفها المحمول كأنها ترجوه أن يرن برقم من سجلته باسم ( حبيبي صلاح ) قبل أن تمر الساعات القليلة المتبقية و تنقضي تلك الليلة بزفافها الي رجل أخر غير الذي طالما أحبته و تمنته زوجا لها حتى من قبل أن تراه و الذي لم يعرف قلبها حبا لسواه

لم يقطع عليها أفكارها تلك الا صوت فتح باب غرفتها و دخول ريهام صديقة عمرها و توأم روحها

ريهام : ايه ده يا مها انتي لسه ماجهزتيش ، هاتعملي زي العرايس اللي بتأخروا علي ضيوفهم ولا ايه ، يلا بسرعه علشان نلحق نروح للكوافير بدري

كانت مها لا تزال ممسكه بهاتفها و عيناها معلقه علي شاشته متشبثة ببقايا أمنيه

فنادتها ريهام مرة أخري : هاتكلمي حد ، ماسكه الموبايل ليه ؟
و لما لم تجبها مها أخذته من يدها و ألقت نظره عليه فوجدته مفتوح علي اسم ( حبيبي صلاح )

ريهام مستنكره : تاني يا مها ، بتفكري ازاي بس ، النهارده ليلة زفافك علي محمود و قاعده تفكري في صلاح ! لا يا مها ، حرام عليكي نفسك ، مش كده ، و مش هانعيده من تاني

لم تجد مها أي رد لكلام ريهام الا دموعها

فأحتضنتها ريهام بحنان قائله : يا حبيبتي محمود راجل كويس جدا و بيحبك أوي و تتمناه أي بنت

يا مها احنا حلمنا من زمان اننا نحب في وقت واحد و نتجوز في يوم واحد و نربي ولادنا مع بعض

أنا بقي عندي 3 ولاد ، نفسي اشوف ولادك بقي

علشان خاطري فوقي من اللي انتي فيه ، انتي عايشه في وهم

صلاح عمره ما قالك انه بيحبك
عندها فقط نطقت مها من بين دموعها : لا يا ريهام قالها
قالها في كل نظرات عينيه ليا ، قالها مع رعشه صوته و هو بيكلمني ، قالها في نسيان خطواته للطريق لو مر من جانبي
قالها يا ريهام لكن مانطقهاش

فتنهدت ريهام رثاء لحال صديقتها ثم قالت : علي فرض ان كلامك ده صحيح ، ممكن تقوليلي ليه ما صارحكيش بحبه ، فضلتي سنتين من يوم ما شوفتيه بتقولي الكلام ده و فضلتي تستنيه يكلمك في كل دقيقه و ما حصلش ، و برضه مصره علي انه بيحبك و ان هو حبيبك اللي استنتيه لحد دلوقت

و بعدين اتقدملك محمود و غلبتينا علي ماوافقتي و اتخطبتوا لمده 6 شهور و برضه ماتكلمش
و جايه النهارده يوم فرحك مستنياه يكلمك

مها : غصب عني ..... و الله غصب عني

مش قادره أتخيل اني أكون لحد غيره ، و مش عارفه اصدق ان كل ده وهم
حاسه ان في حاجه كبيره بعداه عني لكن مش قادره اعرفها
ريهام : انتي ها تجننيني ، دانتوا حتي مفيش بينكوا أي كلام غير عن الشغل ، فوقي بقي
مها : سيبيني لوحدي شويه يا ريهام ، حاسه اني تعبانه

ريهام : اوك يا حبيبتي ، ربنا يهديكي و يريح بالك
أنا هاسيبك دلوقت و هاخد الموبايل ده معايا ، و لو احتجتي أي حاجه أنا بره مع طنط

************

و عادت مها لوحدتها مع أفكارها مره اخري و لكن .......... ما هذا الألم الذي تشعر به ، لماذا تتسارع دقات قلبها هكذا ، اهو رفض قلبها قرارها الزواج من محمود ، أم انه ألم محاوله اخراج صلاح منه ؟!!!!!!

لم تعرف مها فهي لم تشعر بمثل هذا الالم من قبل

*********
خرجت ريهام و لحقت بوالدة مها في المطبخ : ها يا طنط مش عايزه أي مساعده
الأم : لا يا بنتي شكرا ، أنا معايا خالات مها و بناتهم اهه ، انتي كفايه عليكي تروحي الكوافير مع مها
نفسي اوي اشوفها عروسه و ألحق أشيل ولادها قبل ما أموت
ريهام : ربنا يديكي طوله العمر يا طنط ، خلاص كلها ساعات و تشوفيها أجمل عروسه في الدنيا و تفرحي بولادها و ولاد ولادها كمان
الأم : يا رب يا بنتي و يعلم ربنا ان فرحتي بولادك كأنهم ولاد مها بالضبط ، دا انتي و مها اخوات و مالكوش غير بعض
و فجأه رن هاتف مها بصوت رساله و كان لا يزال في يد ريهام
ريهام : دي رساله لمها يا طنط أكيد رانيا صاحبتنا سبقت عند الكوافير و بتستعجلنا
قالتها و هي تفتح الرساله لتقرأها ثم هتفت بشده من غرابه المفاجأه : مين !!!!! مش ممكن

......رساله من ( حبيبي صلاح )
الوالده : مالك يا ريهام من مين الرساله دي ؟
ريهام : لا يا طنط ماليش دا ..... دي ....... دي واحده صاحبتنا بقالنا كتير ما شوفنهاش ، بعد اذنك يا طنط
و خرجت مسرعه تبحث عن مكان تستطيع أن تكون فيه بمفردها لتقرأ تلك الرساله

توجهت لشرفه المنزل و بدأت تقرأها

" مها أنا صلاح (ريهام متهكمه : انت كمان مش عارف انها مسجله رقمك !) أسف اني ببعتلك دلوقت،غصب عني حاولت أداري كتير و ماقدرتش،كان لازم أقولك اني.... بحبك،بحبك يامها و ماحبتش غيرك،متغلبتش علي صمتي الا لما لقيتك بضيعي مني،هاموت لو بقيتي لحد غيري،مش هاستحمل،لو بتحبيني زي مانا حاسس مستني منك بس رنه،هاكلمك بعدها و اشرحلك ليه كنت بابعد عنك،ولو احساسي غلط انسي الرساله دي و بتمنالك السعاده من كل قلبي،مستني رنتك بشوق الدنيا "


**********
انهت ريهام قرأة الرساله و أخذت تفكر بصوت عالي : لأ بجد حرام عليك ، جاي دلوقت تقول كده !!
أخذتها حيره قاتله مع مرور الوقت سريعا : أعمل ايه بس يا ربي ، دي ليله زفافها !!!
أخبي عنها الرساله و تعيش بقي حياتها زي ما كلنا عايزين

ولا اخليها تشوفها و انا عارفه كويس اوي هي ممكن تعمل ايه لما تقراها

أعمل ايه ......... أعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟

طيب اكلم انا صلاح ؟؟ بس هاقوله ايه ؟؟
ايوه اقوله ابعد عنها ، انت عذبتها كتير من يوم ما شافتك ، سيبها بقي تعيش حياتها
بس ده قال انه هايقولها سبب بعده عنها ، مش يمكن يكون سبب قوي بجد
انا بس اللي اعرف مها بتحب صلاح اد ايه و محبتش غيره ولا حتي محمود
و ادي صلاح كمان طلع بيحبها

طيب و الفرح و محمود و الناس

ااااااااااه يا دماغيييي
و بعد تفكير عميق سبب لها صداع شديد اخيرا قررت ما عليها فعله

ريهام : ماقدرش أخد قرار زي ده بالنيابه عن مها
صحيح هي صحبتي الوحيده لكن دي حياتها ولازم هي اللي تقرر تعيشها ازاي
و توجهت الي حجره مها مسرعه و تتسارع معها دقات قلبها فقد خافت كثيرا من رد فعل مها بعد قراءة الرساله
دخلت حجرتها فوجدتها لا تزال بملابس البيت و جالسه علي كرسي فوتيه و رأسها مسنده علي ظهره ولا تزال دموع عينيها المغمضتين تتلألأ علي خديها
فاقتربت منها و قالت : عارفه مين بعتلك رساله دلوقت ؟
...............
مها اوعي تكوني زعلتي من كلامي انا مش عايزه غير مصلحتك و لو عرفتي الرساله دي من مين هاتنسي زعلك

كان عندك حق في كل كلامك ، قلبك ماكدبش عليكي

مها ........ مها
و لما لم ترد مها اقتربت منها ريهام و هزتها برفق لتوقظها فسقطت رأس مها الي الامام
انخلع قلب ريهام و صاحت بشده :

مها ......مهااااااااااااااااااااااا


و لكن..
كيف لمن رحل ان يعود او ان يسمع النداء ؟
لم تكن تلك الليله الاخيره لمها مع احلامها فقط و لكنها كانت الليله الاخيره في عمرها
توقف قلبها ..... تمرد علي عصيانها له ..... توقف ليعلن لها و للعالم أن حبه..... كان أقوي من الحياه

تري كان رحيل مها خطأ من :
* قلبها العنيد الذي عشق حتي الموت
*ام عنادها له و محاولة اجباره علي نسيان من يحب
*ام انه خطأ صلاح الذي سمح لظرف مهما كان شدته ان يحرمه حبه ؟

* اللي جوة قلبي .....




* اللي جوة قلبي.......

اللي جوه قلبي من عينيا حس بيه

من غير ما حتي كلمه واحده اقولها ليه

شاف جوه قلبي حب عمره ما في غيري يلاقيه

و ان حتي لف الدنيا مشي علي رجليه

سيبت عمري كله .. اللي عدي و اللي جاي ما بين ايديه

لكن ماكنتش اعرف اللي كان عني .. مخبيه

عمر فات قبل لقانا اصبح لغيري حق فيه

كنت بسأل نفسي

ليه من عيوني دايما بتهرب عينيه

ليه بيخبي حبه

ليه يعذبني و بعذابي حزنه باين عليه

و عرفت.....

بس صعب عليا اني حتي .. انطق بيه

و زي ما قالوا

مش كل اللي بنعوزه دايما بنلاقيه