السبت، 17 سبتمبر 2011

الليلة الأخيرة (قصة قصيرة )



الليلة الأخيرة


الليلة الأخيرة


كانت تلك الليلة الأخيرة التي تقضيها مها مع أحلامها و أمنياتها قبل أن تنتقل الي عالم الواقع الذي طالما هربت منه
جلست مها وحيده في غرفتها تنظر تارة الي فستان زفافها الملقي علي السرير أمامها و تارة أخري الي هاتفها المحمول كأنها ترجوه أن يرن برقم من سجلته باسم ( حبيبي صلاح ) قبل أن تمر الساعات القليلة المتبقية و تنقضي تلك الليلة بزفافها الي رجل أخر غير الذي طالما أحبته و تمنته زوجا لها حتى من قبل أن تراه و الذي لم يعرف قلبها حبا لسواه

لم يقطع عليها أفكارها تلك الا صوت فتح باب غرفتها و دخول ريهام صديقة عمرها و توأم روحها

ريهام : ايه ده يا مها انتي لسه ماجهزتيش ، هاتعملي زي العرايس اللي بتأخروا علي ضيوفهم ولا ايه ، يلا بسرعه علشان نلحق نروح للكوافير بدري

كانت مها لا تزال ممسكه بهاتفها و عيناها معلقه علي شاشته متشبثة ببقايا أمنيه

فنادتها ريهام مرة أخري : هاتكلمي حد ، ماسكه الموبايل ليه ؟
و لما لم تجبها مها أخذته من يدها و ألقت نظره عليه فوجدته مفتوح علي اسم ( حبيبي صلاح )

ريهام مستنكره : تاني يا مها ، بتفكري ازاي بس ، النهارده ليلة زفافك علي محمود و قاعده تفكري في صلاح ! لا يا مها ، حرام عليكي نفسك ، مش كده ، و مش هانعيده من تاني

لم تجد مها أي رد لكلام ريهام الا دموعها

فأحتضنتها ريهام بحنان قائله : يا حبيبتي محمود راجل كويس جدا و بيحبك أوي و تتمناه أي بنت

يا مها احنا حلمنا من زمان اننا نحب في وقت واحد و نتجوز في يوم واحد و نربي ولادنا مع بعض

أنا بقي عندي 3 ولاد ، نفسي اشوف ولادك بقي

علشان خاطري فوقي من اللي انتي فيه ، انتي عايشه في وهم

صلاح عمره ما قالك انه بيحبك
عندها فقط نطقت مها من بين دموعها : لا يا ريهام قالها
قالها في كل نظرات عينيه ليا ، قالها مع رعشه صوته و هو بيكلمني ، قالها في نسيان خطواته للطريق لو مر من جانبي
قالها يا ريهام لكن مانطقهاش

فتنهدت ريهام رثاء لحال صديقتها ثم قالت : علي فرض ان كلامك ده صحيح ، ممكن تقوليلي ليه ما صارحكيش بحبه ، فضلتي سنتين من يوم ما شوفتيه بتقولي الكلام ده و فضلتي تستنيه يكلمك في كل دقيقه و ما حصلش ، و برضه مصره علي انه بيحبك و ان هو حبيبك اللي استنتيه لحد دلوقت

و بعدين اتقدملك محمود و غلبتينا علي ماوافقتي و اتخطبتوا لمده 6 شهور و برضه ماتكلمش
و جايه النهارده يوم فرحك مستنياه يكلمك

مها : غصب عني ..... و الله غصب عني

مش قادره أتخيل اني أكون لحد غيره ، و مش عارفه اصدق ان كل ده وهم
حاسه ان في حاجه كبيره بعداه عني لكن مش قادره اعرفها
ريهام : انتي ها تجننيني ، دانتوا حتي مفيش بينكوا أي كلام غير عن الشغل ، فوقي بقي
مها : سيبيني لوحدي شويه يا ريهام ، حاسه اني تعبانه

ريهام : اوك يا حبيبتي ، ربنا يهديكي و يريح بالك
أنا هاسيبك دلوقت و هاخد الموبايل ده معايا ، و لو احتجتي أي حاجه أنا بره مع طنط

************

و عادت مها لوحدتها مع أفكارها مره اخري و لكن .......... ما هذا الألم الذي تشعر به ، لماذا تتسارع دقات قلبها هكذا ، اهو رفض قلبها قرارها الزواج من محمود ، أم انه ألم محاوله اخراج صلاح منه ؟!!!!!!

لم تعرف مها فهي لم تشعر بمثل هذا الالم من قبل

*********
خرجت ريهام و لحقت بوالدة مها في المطبخ : ها يا طنط مش عايزه أي مساعده
الأم : لا يا بنتي شكرا ، أنا معايا خالات مها و بناتهم اهه ، انتي كفايه عليكي تروحي الكوافير مع مها
نفسي اوي اشوفها عروسه و ألحق أشيل ولادها قبل ما أموت
ريهام : ربنا يديكي طوله العمر يا طنط ، خلاص كلها ساعات و تشوفيها أجمل عروسه في الدنيا و تفرحي بولادها و ولاد ولادها كمان
الأم : يا رب يا بنتي و يعلم ربنا ان فرحتي بولادك كأنهم ولاد مها بالضبط ، دا انتي و مها اخوات و مالكوش غير بعض
و فجأه رن هاتف مها بصوت رساله و كان لا يزال في يد ريهام
ريهام : دي رساله لمها يا طنط أكيد رانيا صاحبتنا سبقت عند الكوافير و بتستعجلنا
قالتها و هي تفتح الرساله لتقرأها ثم هتفت بشده من غرابه المفاجأه : مين !!!!! مش ممكن

......رساله من ( حبيبي صلاح )
الوالده : مالك يا ريهام من مين الرساله دي ؟
ريهام : لا يا طنط ماليش دا ..... دي ....... دي واحده صاحبتنا بقالنا كتير ما شوفنهاش ، بعد اذنك يا طنط
و خرجت مسرعه تبحث عن مكان تستطيع أن تكون فيه بمفردها لتقرأ تلك الرساله

توجهت لشرفه المنزل و بدأت تقرأها

" مها أنا صلاح (ريهام متهكمه : انت كمان مش عارف انها مسجله رقمك !) أسف اني ببعتلك دلوقت،غصب عني حاولت أداري كتير و ماقدرتش،كان لازم أقولك اني.... بحبك،بحبك يامها و ماحبتش غيرك،متغلبتش علي صمتي الا لما لقيتك بضيعي مني،هاموت لو بقيتي لحد غيري،مش هاستحمل،لو بتحبيني زي مانا حاسس مستني منك بس رنه،هاكلمك بعدها و اشرحلك ليه كنت بابعد عنك،ولو احساسي غلط انسي الرساله دي و بتمنالك السعاده من كل قلبي،مستني رنتك بشوق الدنيا "


**********
انهت ريهام قرأة الرساله و أخذت تفكر بصوت عالي : لأ بجد حرام عليك ، جاي دلوقت تقول كده !!
أخذتها حيره قاتله مع مرور الوقت سريعا : أعمل ايه بس يا ربي ، دي ليله زفافها !!!
أخبي عنها الرساله و تعيش بقي حياتها زي ما كلنا عايزين

ولا اخليها تشوفها و انا عارفه كويس اوي هي ممكن تعمل ايه لما تقراها

أعمل ايه ......... أعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟

طيب اكلم انا صلاح ؟؟ بس هاقوله ايه ؟؟
ايوه اقوله ابعد عنها ، انت عذبتها كتير من يوم ما شافتك ، سيبها بقي تعيش حياتها
بس ده قال انه هايقولها سبب بعده عنها ، مش يمكن يكون سبب قوي بجد
انا بس اللي اعرف مها بتحب صلاح اد ايه و محبتش غيره ولا حتي محمود
و ادي صلاح كمان طلع بيحبها

طيب و الفرح و محمود و الناس

ااااااااااه يا دماغيييي
و بعد تفكير عميق سبب لها صداع شديد اخيرا قررت ما عليها فعله

ريهام : ماقدرش أخد قرار زي ده بالنيابه عن مها
صحيح هي صحبتي الوحيده لكن دي حياتها ولازم هي اللي تقرر تعيشها ازاي
و توجهت الي حجره مها مسرعه و تتسارع معها دقات قلبها فقد خافت كثيرا من رد فعل مها بعد قراءة الرساله
دخلت حجرتها فوجدتها لا تزال بملابس البيت و جالسه علي كرسي فوتيه و رأسها مسنده علي ظهره ولا تزال دموع عينيها المغمضتين تتلألأ علي خديها
فاقتربت منها و قالت : عارفه مين بعتلك رساله دلوقت ؟
...............
مها اوعي تكوني زعلتي من كلامي انا مش عايزه غير مصلحتك و لو عرفتي الرساله دي من مين هاتنسي زعلك

كان عندك حق في كل كلامك ، قلبك ماكدبش عليكي

مها ........ مها
و لما لم ترد مها اقتربت منها ريهام و هزتها برفق لتوقظها فسقطت رأس مها الي الامام
انخلع قلب ريهام و صاحت بشده :

مها ......مهااااااااااااااااااااااا


و لكن..
كيف لمن رحل ان يعود او ان يسمع النداء ؟
لم تكن تلك الليله الاخيره لمها مع احلامها فقط و لكنها كانت الليله الاخيره في عمرها
توقف قلبها ..... تمرد علي عصيانها له ..... توقف ليعلن لها و للعالم أن حبه..... كان أقوي من الحياه

تري كان رحيل مها خطأ من :
* قلبها العنيد الذي عشق حتي الموت
*ام عنادها له و محاولة اجباره علي نسيان من يحب
*ام انه خطأ صلاح الذي سمح لظرف مهما كان شدته ان يحرمه حبه ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق